-A +A
ماجد المفضلي ـ مكة المكرمة

كشفت والدة الطفلة «كلثوم» التي فارقت الحياة نتيجة للضرب والتعذيب المروع من قبل والدها وزوجته الخميس الماضي بأنها واجهت صعوبة بالغة في التعرف على ابنتها حين سمحت لها الجهات الأمنية بمشاهدتها في ثلاجة الموتى في مستشفي النساء والولادة، مشيرة إلى أن أساليب التعذيب الرهيبة التي مارسها الأب وزوجته شوهت ملامح وجهها البريء الذي ظهر متورما ومليئا بالدماء المتخثرة، مما يؤكد حسبما تقول وحشية طليقها وزوجته وتجردهما من الإنسانية، وقالت السيدة فاطمة كمال الدين والدة الطفلة القتيلة كلثوم في أول حديث صحفي بعد وفاة ابنتها بأنها لم تكن تتوقع بأنها ستقف يوما من الأيام عاجزة عن التعرف على ابنتها التي ربتها واحتضنتها على مدى سبع سنوات حينما دخلت أمس ثلاجة الموتى لرؤيتها بعد وفاتها بثلاثة أيام، حيث سمح لها فقط برؤية وجهها دون النظر لبقية أجزاء جسدها الغض لحين الانتهاء من مجريات التحقيق في القضية التي شغلت الرأي العام. فاطمة ظهرت أكثر إنسانية ورحمة، حيث ذكرت لـ«عكاظ» بأنها أكدت لدى دائرة النفس في هيئة التحقيق والادعاء العام تنازلها عن الحق الخاص من طليقها وزوجته وبررت تسامحها بأن من تجرد من إنسانيته لا يستحق أن تتعب نفسها معه، حيث لا وجود للإنسانية والرحمة في قلبه، وأضافت يجب أن لا ننزع الرحمة من قلوبنا متسائلة بأي ذنب قتلت هذه الطفلة البريئة على يدي والدها وزوجته اللذين تجردا من كل معاني الإنسانية. واستغربت بأن «تصدر مثل هذه التصرفات من طليقي الذي تزوجته قبل 10 سنوات وعشت معه 8 سنوات أنجبت منه طفلتين (عهود، كلثوم) وتطلقت منه قبل 8 أشهر بعد أن تزوج من أخرى تدعى (ليلى) والمتورطة حاليا في وفاة كلثوم ومتهمة بالتسبب في وفاة شقيقتها عهود بعد طلاقي بشهرين». وذكرت والدة كل من عهود وكلثوم بأن ابنتها عهود كانت تعاني من مرض الربو وتحتاج لرعاية خاصة، خصوصا أن عمرها لم يتجاوز العامين على عكس كلثوم التي كانت تكبرها بخمسة أعوام إلا والدهما (طليقها) رفض أن تعيشا معها فغادرت المنزل إلى منزل أسرتها في الطائف وبعد شهرين أبلغها طليقها بأن ابنتها الصغرى عهود توفيت وتم دفنها فصبرت واحتسبت الأجر من الله سبحانه وبعد مضي ستة أشهر فقط بلغت بوفاة ابنتي الكبرى كلثوم، حيث اتصل بي والدها يوم الخميس الماضي يخبرني بوفاتها وحين سألته عن سبب الوفاة، قال إنها كانت تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة مساء ذلك اليوم ورضيت بقضاء الله وقدره وفي مساء يوم الخميس تلقيت اتصالا من شرطة المنصور وطلبوا مني الحضور لمقر الشرطة لأخذ أقوالي حول وفاة كلثوم، وخلال التحقيق تأكدت بأنها توفيت جراء التعذيب والضرب المبرح، وعادت بي ذاكرتي إلى حيث اللقاء الأخير الذي جمعني بها في شهر الحج الماضي قبل نحو ثلاثة أشهر، حيث كانت تشكو من آلام متفرقة في جسدها وحين سألتها عن السبب خافت ولم تستطع أن تخبرني بأنها تتعرض للضرب والتعذيب، حيث كانت إحدى يديها مكسورة. إلى ذلك واصلت هيئة التحقيق والادعاء العام (دائرة النفس) أمس التحقيق مع والد الطفلة الذي أكد خلال التحقيقات بأن ابنته كلثوم طلبت رؤية والدتها مساء يوم الأربعاء، وفي صباح يوم الخميس توفيت قبل رؤيتها، وأضاف أنه لم يكن يعلم بأن زوجته تمارس الضرب والتعذيب لابنته أثناء ذهابه للعمل، فيما اعترفت الزوجة بضرب الطفلة إلا أنها عادت لتؤكد من خلال التحقيق بأنها لم تكن تتوقع أن ضربها سيؤدي لوفاتها، من جهة أخرى ينتظر أن يصدر الطبيب الشرعي غدا الثلاثاء التقرير النهائي الذي يوضح أسباب الوفاة بعد تشريح جثمان الطفلة التي لازالت ترقد في ثلاجة الموتى في مستشفى النساء والولادة في مكة المكرمة.